القلق قبل الامتحانات شعور طبيعي، لكنه قد يتحوّل إلى توتر مفرط يؤثر على أداء الطفل الدراسي وصحته النفسية.
في بعض الحالات، قد يُعاني الطفل من خوف شديد، فقدان شهية، اضطرابات نوم، أو حتى بكاء متكرر دون أن يعبّر عن السبب.
في هذا المقال من ويب صحتي، نُقدّم لك كأب أو أم، خطوات عملية لفهم ومساعدة طفلك على إدارة هذا القلق، وتحويله من عدو إلى دافع للنجاح.
أولاً: كيف يبدو القلق الامتحاني عند الأطفال؟
علامات شائعة:
- آلام في البطن أو الرأس بدون سبب عضوي.
- رفض الدراسة أو الحديث عن الامتحان.
- بكاء عند الجلوس لحل الواجبات.
- صعوبة في النوم، أو كوابيس.
- نسيان المعلومة رغم مذاكرتها.
- مقارنة مستمرة مع زملائه في المدرسة.
ثانيًا: الأسباب الشائعة للقلق عند الأطفال
- الخوف من الفشل أو الرسوب.
- ضغط من الأهل: كلمات مثل "لازم تجيب أعلى درجة" قد تضغط الطفل دون قصد.
- مقارنة بالآخرين: "شوف أخوك شو عمل!".
- تجربة سابقة فاشلة أو محرجة.
- نقص الثقة بالنفس.
ثالثًا: كيف تساعد طفلك على مواجهة القلق قبل الامتحان؟
1. استمع إليه دون إصدار أحكام
- لا تبدأ بـ "ما في شي تخاف منه"، بل قل:
"أفهم أنك قلق، هذا شعور طبيعي، خلينا نشتغل معًا".
2. راقب لغة جسده ومزاجه
- ليس كل طفل يُعبّر بالكلام. أحيانًا الصمت، أو فقدان الشهية، أو العصبية دليل على التوتر.
3. اصنع له بيئة دراسية هادئة
- مكان مضاء، مرتب، خالٍ من المشتتات.
- جدول مذاكرة بسيط ومرن، يشمل راحة.
4. علّمه تقنيات التنفس والاسترخاء
- تمرين بسيط:
استنشق 4 ثوانٍ – احبس النفس 4 – ازفر ببطء 6 ثوانٍ. - كرّر معه التمرين قبل المذاكرة أو الامتحان.
5. امدحه على الجهد، لا على النتيجة فقط
- قل له: "أنا فخور فيك لأنك اجتهدت، مش بس عشان العلامة".
- هذا يُخفف عنه الخوف من الفشل.
رابعًا: في يوم الامتحان – خطوات لتهدئته
- لا تراجع معه بشكل مكثف في آخر لحظة.
- حضّر له فطورًا خفيفًا غنيًا بالبروتين والطاقة (بيض – خبز – موز).
- حفّزه بعبارة مثل: "أهم شي تعمل اللي عليك والباقي على الله".
- ذكّره بالتنفس العميق قبل دخول القاعة.
خامسًا: ماذا بعد الامتحان؟
- لا تبدأ بـ "شو كتبت؟ شو نسيت؟".
- اسأله أولًا: "كيف حسيت؟"
- امدحه على الهدوء، الاجتهاد، والمثابرة، لا على عدد الإجابات الصحيحة فقط.
سادسًا: إذا استمر القلق أو تفاقم… متى تزور مختصًا؟
قد يحتاج الطفل إلى دعم نفسي متخصص إذا لاحظت:
- فقدان واضح للشهية والنوم.
- بكاء مستمر قبل أو بعد كل اختبار.
- أعراض جسدية متكررة (غثيان، صداع).
- انخفاض مفاجئ في الأداء الدراسي رغم الدراسة.
الاختصاصي سيساعده على بناء استراتيجيات نفسية قوية لمواجهة الضغط.
خاتمة
النجاح ليس فقط في العلامة، بل في تعلم كيف يواجه الطفل التحديات بثقة وهدوء.
قلق الامتحان فرصة لتعليم الطفل مهارات الحياة، لا فقط الدراسة.
كن داعمه، لا ضغطة عليه، وسيتعلم كيف يتفوّق دون أن ينهار من الداخل.
اقرا المزيد من المقالات ذات صلة: