المقالات

مراحل الحزن: كيفية التعامل مع فقدان الأحباء

مراحل الحزن: كيفية التعامل مع فقدان الأحباء

الحزن، هو أحد المشاعر المنخفضة التردد و التي غالبا ما يحاول الأفراد تجنبها و مقاومتها كطبيعة إنسانية للتهرب من كل ما يجعل الإنسان خارج منطقة الراحة، و بالتالي الهروب من مواجهة تحديات و عقبات يعتقد بأنه قد تعرض للظلم من خلالها فيلوم المحيط الخارجي عليها بل و يعلق في الماضي و لا يستطيع تجاوزه. هنا سنتناول في مقالتنا مراحل الحزن و كيفية التعامل مع فقدان الأحباء عبر موقع ويب صحتي.

ما هو الحزن 

هو أحد المشاعر الستة الأساسية بالاعتماد على تحليل العالم  بول إيكمان، حيث تتعدد أسبابه و أعراضه إلا أن معظم الأشخاص الذين يعانون من الحزن بذبذباته المنخفضة يمرون في مراحل متسلسلة سنتطرق لها آنفا بالتفصيل للوصول إلى مرحلة التعافي و مواصلة حياة طبيعية. و يحتل الحزن المستوى الرابع من أصل سبع عشرة مستوى على سلم هاوكنز للوعي بمعدل 75/1000.

أسباب الحزن

تتعدد أسباب الحزن باختلاف الظروف و المواقف الإنسانية، وهنا سنذكر ما يلي:
    1. حالات نفسية: الإكتئاب و القلق و الإرهاق.
    2. ضغوطات الحياة: كالصعوبات المالية و المشاكل الأسرية و غيرها.
    3. صدمات من الطفولة: كالتعرض للتنمر أو التحرش الجنسي أو الإهمال و غيرها .
    4. حالات الوفاة: خاصة إذا كانت حالات وفاة لأشخاص مقربين و بشكل مفاجيء.
    5. انهيار علاقات وثيقة: كفقدان الصداقات المؤازرة و الإنفصال العاطفي من محور التخلي و الهجر.
    6. الفشل: الإخفاق في تحقيق أحد الأهداف الكبيرة و المهمة في حياة الأفراد.
    7. مشاكل في الإنجاز: في العمل و الدراسة.

    أعراض الحزن

    للحزن أعراض عدة يستدل بها على المعاناة من هذا النوع من المشاعر المنخفضة، والتي تتلخص بما يلي:
    1. الشعور الشديد بالألم النفسي و الجسدي.
    2. الشعور بالمرارة.
    3. الإنفصال عن الواقع.
    4. الهلوسة.
    5. عدم الثقة بالآخرين.
    6. صعوبة بالغة في مواصلة الحياة اليومية الروتينية.
    7. الشوق المتواصل و عدم التقبل في حالات الفقد.
    8. التفكير السلبي المتواصل.
    9. الشعور بأن الحياة لا تستحق العيش.
    10. الرغبة في الموت قد تصل إلى سلوكيات انتحارية.
    11. الشعور المتواصل بالتقصير و جلد الذات.
    12. اضطرابات شديدة في النوم.
    13. إدمان الكحوليات و النيكوتين.
    14. زيادة خفقان ضربات القلب و اضطراب في ضغط الدم.
    15. انهيار عصبي.
    16. الاكتئاب و القلق.
    يمر الأفراد الذين يعانون من الحزن باختلاف مسبباته بعدة مراحل قد تكون متسلسلة أو عشوائية، و لكنها حتما تشمل التالي ذكره:
    1. مرحلة الإنكار: عدم الاعتراف بحدوث سبب الحزن، و كأنه لم يحدث من الأساس و التعامل و كأن شيئا لم يكن.
    2. مرحلة قبول الحقيقة: الاعتراف بالحدث و تفهم حدوثه، و خاصة في حالات الفقد من انفصالات اجتماعية أو وفاة.
    3. السماح للنفس بمعاناة ألم الفقد و الخسارة: من خلال السماح للنفس بعيش المشاعر من ألم و أسى و حزن و بالتالي تفريغها بطريقة صحيحة.
    4. التأقلم مع الواقع الجديد: العودة لممارسة الحياة الروتينية من جديد برضا و تقبل.
    5. تكوين علاقات جديدة: من خلال الانغماس في المجتمع.
    يجدر الإشارة هنا إلى أن تخطي هذه المراحل يجب أن لا يتخطى العام كفترة زمنية، و في خلاف ذلك يجب اللجوء إلى مختص نفسي للمساعدة في تجاوز الحزن الذي يصنف في هذه الحالة إلى حزن معقد و الذي غالبا ما يرتبط بالفقد و حالات الوفاة.

    كيفية التعامل مع فقدان الأحباء

    عندما يتعرض الفرد لأقصى درجات الحزن و التي تتمثل بفقدان الأحباء، من الممكن مراعاة سلوكيات بسيطة للتخفيف من ألم الفقد:
      1. إعطاء كامل الحق للذات بالحزن: تفريغ هذه المشاعر من خلال البكاء و الوحدة و تجنب ارتداء قناع القوة و المكابرة.
      2. التحدث و التكلم: الفضفضة مع أشخاص مقربين.
      3. الممارسات الروحانية: من صلاة و قراءة الكتب السماوية و الأدعية و التأمل و الاتصال بالله عز و جل.
      4. تجنب إلقاء اللوم على النفس: عدم جلد الذات و تحميلها مسؤولية القدر.
      5. الانضمام لمجموعات الدعم و المؤازرة: مثل مجموعات الدعم الروحاني و النفسي و الديني، التي تخفف على النفس وطأة الحدث.
      6. الإيمان بقضاء الله و قدره: من خلال تقبل فكرة أن جميعنا في أرض اختبار، ننهي اختبارنا و نغادر و نلتقي في الدار الآخرة.
      7. اعتن بنفسك: من خلال ممارسة الرياضة و تناول الطعام الصحي.
      8. تجنب اللجوء لأي نوع من الإدمان: كالكحول و المخدرات و التدخين.
      9. قم بأنشطة اجتماعية: احط نفسك بالأشخاص الإيجابيين ممن تنسجم برفقتهم.

      اضطراب ما بعد الصدمة "PTSD"

      في حالات الحزن المعقد و الذي غالبا لا يتم تجاوزه خلال فترة 12 شهرا، يتم تشخيص وجود اضطراب ما بعد الصدمة من قبل طبيب نفسي مختص و تكون مراحل العلاج متمثلة بما يلي:
      1. التعرف على حالة الحزن المعقد بالتفصيل.
      2. تحديد ردود فعل الحزن و أعراضه لمعالجتها.
      3. اتباع آليات الحوار المفترض من خلال التخيل و الصور الذهنية لإعادة صياغة أفكار و مشاعر إيجابية.
      4. التقليل من شعور جلد الذات و رفع تقديرها.
      5. تنمية مهارات جديدة.
      6. برنامج علاجي ضمن مجموعات لإعادة الانغماس الاجتماعي و مشاركة العواطف.
      7. استخدام آليات إدارة الضغط النفسي.
      8. وصف الأدوية و التي غالبا ما تكون مضادات الاكتئاب المصاحب للصدمة.

      التغلب على الحزن و الهموم في الإسلام

      الإجراءات المتبعة في الدين الإسلامي الحنيف للتخفيف من الحزن في حالات الوفاة و الفقد تكون كما يلي:
      1. الصلاة.
      2. الدعاء للميت. 
      3. الصدقات الجارية.
      4. الإيمان بقضاء الله و قدره.

      أدعية الكرب و الحزن

      • لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم.
      • اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.

      وفي ختام مقالتنا و بعد أن تعرفنا على مراحل الحزن و كيفية التعامل مع فقدان الأحباء، يجب علينا تقبل القدر خيره و شره، و اللجوء دوما للارتقاء الروحي في المرحلة التي تتبع التشافي من الحزن و تبعاته.

      المصادر:

      تعليقات



      حجم الخط
      +
      16
      -
      تباعد السطور
      +
      2
      -