الإيجابية الزائفة و السامة، هي انعكاس للتفاؤل المبالغ فيه و التعميم المفرط للسعادة و تجسيد لعدم الاكتراث لعلاج المشاكل و التحديات التي تواجهنا في حياتنا، و ذلك من خلال انتهاج الإيجابية المبالغ فيها كأسلوب حياة مضلل و مشتت لرؤيتنا و كذلك حاضرنا بشكل غير واع. و هنا عبر موقع ويب صحتي سنوضح هذا المصطلح و كل ما يتعلق به لنصل للإيجابية الصحية الواعية.
صور الإيجابية الزائفة و السامة
تتمثل الإيجابية الزائفة و تتخفى بعدة صور، و قد يظنها الإنسان قمة الإيمان و التسليم إلا أنها بالحقيقة فخ ملغوم لكل من يكون خارج دائرة الوعي و الإدراك في حياته اليومية، و هنا سنذكر أبرز هذه الصور:
- النظر للجزء الممتليء من الكأس بالرغم من تدهور الأمور في المحيط.
- انتهاج التفكير الإيجابي دون اتخاذ أي اجراءات و خطوات لتحقيق الرؤيا الإيجابية.
- عدم القدرة على رؤية الأمور كما هي عليه و تجميلها بطريقة مبالغ فيها.
- اهمال الرسائل السلبية و عدم القدرة على التعامل معها.
- الإيجابية التي تأخذ منحى المعجزات التي من الممكن أن تتحقق و لكن من الممكن أن لا تتحقق أيضا.
- التعلق بطريقة أو شيء محدد و عدم القدرة على ملاحظة تعدد الخيارات و الحلول و الطرق الأخرى.
- إهمال السعي الجاد و تبني فكرة أن المكتوب قدر و هو خير في مطلقه و كأن الإنسان مسير فقط.
- انكار المشاعر و المواقف السلبية و الهروب منها.
اقرا أيضاً : أمثلة على التعزيز الإيجابي والسلبي
كيف تتجنب الإيجابية الزائفة و السامة في حياتك؟
من الممكن اتباع ما يلي لكي تتجنب الإيجابية السامة المبالغ فيها:
- كن واقعيا: اعترف بالحقيقة و لا تقمع وجودها و تلغيها في محاولة للهروب من الواقع.
- التقبل و الإدراك: هوقبول وجود المشاعر و المواقف و الأشخاص و الأحداث و ادراك حقها بالوجود بغض النظر عن انحياز رأيك لأي يكن، فتقبل وجودها و لا تقاومها من خلال تغيير الحقائق المنطقية.
- رؤية الأمور كما هي عليه: رؤية السلبي سلبي و الإيجابي إيجابي دون أي محاولة منك لخلق افتراضات و توقعات من شأنها تشويش الحقيقة أمامك.
- التعايش مع المشاعر السلبية: من الصعب عيش الإيجابية في حالات الغضب و الخوف و التوتر و الفقد و غيرها، فلا تحمل نفسك عناء اجبار ذاتك على تبني الإيجابية في هذه المواقف.
- الاعتراف بقانون الأقطاب: الازدواجية أو القطبية هي أحد أهم المصطلحات التي تصف العالم الأرضي الزمكاني الذي نعيش فيه من خلال التضاد " خير و شر، ظلام و نور، حقيقة و ضلال، أعلى و أسفل..." ، فتأكد بأن جميع محاولاتك في لغي و محو أحد القطبين ستبوء بالفشل الذريع.
نتائج الإيجابية السامة
استخدام الإيجابية السامة الزائفة سيؤدي إلى نتائج سلبية و التي قد تغير من شخصيتك و تهوي بها، و هنا سنذكر أهمها:
- استخدام الأقنعة: هي طريقة خداع لإظهار ما هو عكس المشاعر الحقيقية أما الآخرين.
- الإحساس بتأنيب الضمير: الشعور بالخجل وجلد الذات اتجاه مشاعرك السلبية في حال تواجدت.
- الهروب و الانعزال: الوحدة و اعتزال الآخرين في محاولة لإخفاء أي مظهر من مظاهر السلبية المتواجدة في حياتك.
- الاستخفاف بمشاعر الآخرين الفطرية : انكار مشاعر الآخرين من حزن و خوف و قلق و التقليل منها و عدم التعاطف معهم.
- استخدام العبارات و المقولات الإيجابية بطريقة مبالغ فيها: بحيث تعتبر كإبر تخدير لتجنب الاعتراف بالواقع و بالتالي الانفصال عنه بلا وعي.
- تجنب المشاكل بدلا من مواجهتها: عدم حل المشاكل و اللجوء إلى اهمالها فقط مما يزيد الطين بلة.
- الشعور بالتعاسة و الاكتئاب: لأن كل ما تدعيه من إيجابية زائدة و تفاؤل مبالغ فيه ينافي الحقيقة التي تعيشها واقعيا و بالتالي ستصاب بالإحباط و التعاسة و من الممكن أن تهوي بنفسك إلى حد الإكتئاب.
- التهرب من المسؤولية: لا تميل لتحمل أي مسؤولية و تتصف باللامبالاة و الإهمال.
الإيجابية الصحية
الإيجابية و التفاؤل هي من أهم الأسس التي دعت لها جميع الأديان على حد سواء كأسلوب فكري متبع يعكس في طياته حسن الظن بالله و التسليم لقدره. و هنا و بمجرد وجود خلل في التسليم و الذي يتحول عند المبالغة فيه للاستسلام و اللامبالاة و التوقف عن كون الشخص مؤثر و فاعل في هذه الحياة، نكون قد أخللنا بالإيجابية الصحية التي دعت لها الأديان و أسرنا أنفسنا بمصيدة زيف و سموميه الإيجابية من خلال التطرف و تشويه جوهرها و الابتعاد عن كونها صحية و متوازنة.
الإيجابية الصحية تعكس قدرتك على رؤية الشقين السلبي و الإيجابي و معرفة وجودهما في آن واحد، و بالتالي قدرتك على استيعاب المواقف ككل و التعامل معها من خلال السعي و التقبل في ذات الوقت.
عبارات تعكس الإيجابية السامة
سنذكر هنا بعض العبارات التي تعكس الإيجابية السامة عند تعاملك مع أشخاص يعانون من مواقف سلبية، و كيفية استبدالها بعبارات صحية و أكثر توازنا:
العبارة التي تحوي إيجابية سامة ꭓ |
استبدلها
ب √ |
لا
تفكر في المشكلة، فقط ابقى إيجابيا.
|
ان كنت
تود الحديث عن الأمر فأنا اصغي إليك. |
لا
تقلق، اضحك و انسى. |
أنا
أقدر كم أن هذا الأمر جدي، هل أستطيع تقديم أي مساعدة؟ |
لا
تكترث، كل شيء سيكون جيد!
|
أنا
هنا لأكون بجانبك. |
فكر
بأفكار إيجابية فقط!
|
من
الطبيعي الشعور بهذه الطريقة، فالموقف ليس هينا. |
من
الممكن أن الأمر كان قد يكون أسوء
|
أنا
آسف لأنك تمر بهذا الموقف. |
قد
مررت بهذا الموقف من قبل و تجاوزته، فأنت تستطيع أيضا
|
لكل
شخص رحلته و تجربته الخاصة، لا تقارن نفسك بأحد |
ستتجاوز
كل هذا |
أشعر
بأن الأمور تبدو صعبة حاليا و لكن مع الوقت كل شيء سيتحسن. |