العنف الأسري: تعرف عليه و على كيفية التصدي له و الحد من انتشاره

العنف الأسري: تعرف عليه و على كيفية التصدي له و الحد من انتشاره
العنف الأسري، هو مصطلح يطلق على الأذى النفسي و الجسدي الذي يتم إلحاقه بين أفراد الأسرة الواحدة، كالزوج لزوجته أو العكس و كذلك أحد الزوجين أو كلاهما اتجاه الأطفال. و هنا في هذه المقالة سنوضح كل ما يتعلق بهذا المصطلح و نتناول أنواعه و كيفية التصدي له و الحد من انتشاره عبر موقع ويب صحتي.

ما هو العنف الأسري

العنف الأسري هو نمط سلوكي عدواني مؤذي قد يكون نفسيا أو جسديا أو جنسيا أو اقتصاديا و قد يتعداها ليشملهم معا لإخضاع طرف أو أطراف أخرى و استغلالهم ، و يكون نمط تكراري مخطط له باتباع أساليب و تلاعبات مؤذية سواء كانت بشكل واع أو غير واع من خلال استخدام القوة و الإجبار.
هذا النمط السلوكي يعكس في طياته سلب جميع أنواع حرية الأفراد داخل الأسرة الواحدة مما يؤدي إلى أضرار قسرية، و ذلك من خلال إثارة الخوف أو التهديد به.
يعتبر العنف الأسري جريمة يعاقب عليها القانون في حال ثبوتيتها.

أنواع العنف الأسري

تختلف أنواع العنف الأسري باختلاف الأثر الذي تتركه على الضحية أو الضحايا ضمن الأسرة الواحدة، و هنا سنذكر أربعة أنواع كما يلي:
  1. العنف الجسدي: التسبب بالأذى للضحية من خلال القوة الجسدية سواء كانت بفعل اجراء معين أو الامتناع عنه و سواء كان ذلك عن سبق اصرار لإلحاق الأذى أم لا، و يبدأ هذا النوع من العنف بإلحاق الأذى بإحدى الحواس و قد يصل للقتل باختلاف الأدوات، و التي قد تكون أبسطها الدفع و الصفع و قد تصل للأدوات الحادة والأسلحة.
  2. العنف النفسي: من أخطر أنواع العنف لصعوبة اثباته ماديا في حال رغبة الضحية بتقديم شكوى، و قد تكتشفه الضحية بعد وقت طويل من التعرض له بسبب الإعتياد على هذا النوع من الأذى في حال عدم وضع حدود للشخص المعتدي و المتسلط في الأسرة، و يكون ذلك من خلال الشتم اللفظي و التقليل من الشأن بعدم اظهار الاحترام، و منع حرية الأفراد الاجتماعية  و التهديد اللفظي بالحاق الأذى و حرمان الأفراد من مشاعر الحب و العطف و المودة و كذلك عدم اهتمام الوالدين بأطفالهم.
  3. العنف الجنسي: أقل الأنواع انتشارا و ذلك بسبب تحفظ المجتمعات و الأفراد عن الحديث و تناول هذا الموضوع ضمن الموروث فغالبا ما ينفذ الجاني بفعلته، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة قلة حالات هذا النوع من العنف و الذي يشمل الأقوال و الأفعال التي تمس كرامة و جسد الأشخاص، سواء كان ذلك من خلال استخدام ألفاظ و إيحاءات جنسية أو القيام بالفعل الجنسي بذاته كاملا أو جزء منه أو اجبار الأطفال على هذه الممارسات بهدف استغلالهم أو تحصيل الأموال.
  4. العنف الاقتصادي: من خلال تعنيف الأقل تمكنا اقتصاديا بمنعهم من تأمين احتياجاتهم المادية من قبل الأب أو رب الأسرة و تخويفهم للانجرار مع رغباته و سيطرته.

دوافع العنف الأسري 

سنذكر ثلاثة أنواع من الدوافع التي تتواجد لدى الشخص الممارس للعنف و تشمل ما يلي:
  1. دوافع نفسية: هي الدوافع التي تنشأ من داخل الانسان نتيجة عوامل وراثية أو عوامل رافقته خلال فترة تنشأته، مما أدى إلى تشويهه نفسيا و ذاتيا.
  2. دوافع اقتصادية: هي الدوافع التي تنشأ من سوء الحالة الاقتصادية و المادية للأسرة، و بالتالي العجز عن الإنفاق و تحمل المسؤولية لدى رب المنزل.
  3. دوافع اجتماعية: هي الدوافع التي تكون بسبب العادات و التقاليد و الوعي الجمعي الذي يناصر الذكورة بغض النظر عن سلبياتها و أضرارها.

أسباب العنف الأسري

تتعدد أسباب هذا النوع من العنف، و هنا نذكر أبرزها:
  1. الشعور بالنقص لدى الشخص الممارس للعنف.
  2. قلة وعي الشخص القائم بالعنف و النشأة في بيئة تدعم العنف و  تعززه.
  3. وسائل الإعلام و ما تروج له بطريقة خفية للعنف الأسري من خلال المسلسلات و الأفلام.
  4. الوعي الجمعي المناصر للذكورة.
  5. البطالة و ضعف التمكين الاقتصادي الذي يعاني منه رب الأسرة ذكر أو أنثى.
  6. الإدمان على الكحول و المخدرات من قبل الشخص الممارس للعنف. 

نتائج و أضرار العنف الأسري 

يؤدي العنف الأسري للهاوية في أغلب الأحيان إن لم يتم معالجته، و هنا سنذكر أضراره و نتائجه السلبية على الأشخاص المعنفين:
  1. مشاكل عقلية: كالهذيان و عدم التركيز وانفصال الإدراك العقلي.
  2. مشاكل نفسية: كالإكتئاب و القلق و اضطرابات في النوم و الطعام و غيرها.
  3. الهروب و الانعزال: الوحدة و اعتزال الآخرين في محاولة لإخفاء مظاهر العنف الخارجية و الداخلية.
  4. الأضرار الجسدية: من كدمات و عاهات و اصابات من شأنها ان تنهي حياة الانسان في بعض الأحيان.
  5. الشعور بانعدام القيمة الذاتية: بالتالي تدني الثقة بالنفس إن وجدت من الأساس.
  6. انخفاص الإنتاجية: سواء أكان ذلك كتحصيل مدرسي أو اجتماعي أو اقتصادي.
  7. تكاليف علاجية و قانونية: من خلال اللجوء إلى الطب و القانون للتخلص من العنف الواقع على الأفراد.
  8. تصدير و انشاء جيل معتل نفسيا و غير متوازن: من خلال اعادة الدائرة ذاتها في تنشأة الجيل القادم.
  9. انتشار الجريمة: من خلال الثأر و الانتقام.

كيفية التصدي للعنف الأسري و الحد من انتشاره

سنذكر أهم الإجراءات و الآليات التي من شأنها التصدي لهذا العنف و تقليل انتشاره و الحد من استمراريته: 
  1. توعية المجتمع بهذه الظاهرة و كل ما يتعلق بها من خلال النشر الاعلامي و على وسائل التواصل الاجتماعي.
  2. فرض عقوبات صارمة في جميع البلدان على الشخص الذي يمارس العنف.
  3. تدخل منظمات الشؤون الأسرية بالتعاون مع منظمة حقوق الإنسان و مصادرة الأطفال من ذوييهم و حمايتهم.
  4. توفير علاج نفسي يحاكي الأشخاص القائمين بالعنف لحل المشكلة من جذورها.
  5. إنشاء دورات توعوية و اعدادية للأشخاص المقبلين على الزواج.
  6. تنشأة الشباب على مباديء الحوار المنظم و على كيفية التحكم بالغضب.
  7. توفير فرص عمل و مصادر دخل كريمة من قبل الحكومات.
  8. تشجيع كل من يتعرض لأذى داخل الأسرة على اتخاذ اجراء قانوني يحفظ كرامته و حياته.
    وفي ختام مقالتنا و بعد أن تعرفنا على العنف الأسري و على كيفية التصدي له و الحد من انتشاره، يجب الإشارة إلى أن العنف الأسري من شأنه هدم مجتمع بأكمله من خلال تنشأة جيل غير واع و غير مسؤول و معتل نفسيا، و بالتالي هدم عجلة تطور و تقدم المجتمع على المدى المستقبلي. 
    تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -