المقالات

أنشطة لتعزيز الذكاء العاطفي لدى الطفل في البيت والمدرسة

أنشطة لتعزيز الذكاء العاطفي لدى الطفل في البيت والمدرسة

الذكاء العاطفي لا يقل أهمية عن الذكاء الأكاديمي. بل في كثير من الأحيان، يكون هو الفارق الحقيقي بين طفل ناجح اجتماعيًا ونفسيًا، وآخر يعاني في التعبير عن نفسه أو التعامل مع الآخرين.
الخبر الجيد؟ الذكاء العاطفي يُعلَّم... ويمكن تطويره من خلال أنشطة بسيطة وتفاعلية في البيت والمدرسة.

في هذا المقال من ويب صحتي، نقدم لك مجموعة من الأنشطة العملية والممتعة لتعزيز الذكاء العاطفي عند الأطفال، تساعدهم على فهم مشاعرهم، التعبير عنها، والتعامل معها بطريقة صحية.

أولًا: ما هو الذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي هو قدرة الطفل على:

  • فهم مشاعره وملاحظتها.
  • التعبير عنها بطريقة مناسبة.
  • تفهم مشاعر الآخرين (تعاطف).
  • إدارة انفعالاته (مثل الغضب أو الإحباط).
  • حل المشكلات العاطفية دون عنف أو انسحاب.

ثانيًا: أنشطة لتعزيز الذكاء العاطفي في البيت

1. لعبة “بطاقات المشاعر”

  • ارسم أو اطبع بطاقات بها وجوه تعبر عن مشاعر (فرح، حزن، غضب، خوف...).
  • اسأل الطفل: “متى شعرت هكذا؟” أو “ماذا تفعل عندما تغضب؟”

الهدف: توسيع مفرداته الشعورية، وربط الشعور بالموقف.

2. دفتر "يومي مع مشاعري"

  • خصّص دفترًا صغيرًا لطفلك ليكتب أو يرسم فيه شعورًا واحدًا كل يوم.
  • اسأله مساءً: “شو كان شعورك اليوم؟”
  • ساعده في التعبير دون تصحيح أو سخرية.

الهدف: تدريب الطفل على مراقبة مشاعره بوعي يومي.

3. رسم "خريطة الجسد"

  • اطبع شكل جسم طفل، واطلب منه أن يلوّن مكان الشعور.
  • مثال: "أين تشعر بالخوف؟ – في البطن؟ في الصدر؟"

هذه أداة ممتازة للأطفال الذين لا يستطيعون التعبير بالكلام.

4. بطاقات "كيف أتصرف؟"

  • صِف له موقفًا مثل: "زميلك أخذ لعبتك دون إذن"، ثم اسأله:
    “ماذا تشعر؟ وماذا ستفعل؟”
  • شجعه على حل الموقف لا الهروب منه أو الغضب العنيف.

الهدف: تدريب الطفل على التعامل مع المشاعر من خلال مواقف يومية.

5. لعبة “من يشعر هكذا أيضًا؟”

  • بعد الحديث عن شعور ما، اسأله:
    “هل تعتقد أن أخوك يشعر بذلك أحيانًا؟”
    “كيف تحس إذا صاحبك زعل منك؟”

هذا يُنمّي التعاطف والقدرة على فهم الآخر.

ثالثًا: أنشطة يمكن تنفيذها في الصف المدرسي

1. ركن المشاعر

  • زاوية في الصف تحتوي على وسائد، بطاقات مشاعر، دفتر رسم.
  • الطفل يمكنه الذهاب هناك عندما يشعر بغضب أو توتر ليهدأ.

2. مجموعة “الاستماع والتعاطف”

  • اجعل كل طفل يتحدث عن موقف محرج أو حزين حدث له.
  • الطفل الآخر يرد عليه بجملة تعاطف مثل:
    “أنا آسف لأنك مرّيت بهذا، لو كنت مكانك كنت حزنت كمان.”

3. تمثيل المواقف

  • مشهد تمثيلي لمشكلة مدرسية (طفل لم يُشارك، آخر تعرض للتنمر).
  • الطلاب يناقشون كيف يمكن التصرف، وكيف شعر كل طرف.

رابعًا: جمل يومية تعزز الذكاء العاطفي

  • "مش غلط تحس بالحزن، بس مهم نعرف نتصرف فيه."
  • "أنا شايف إنك زعلان... بدك تحكيلي شو صار؟"
  • "شكرًا لأنك قلتلي مشاعرك، هذا شيء قوي منك."
  • "شو رأيك نحاول نحل المشكلة سوا بدل ما نزعل؟"

خامسًا: أخطاء تقلل من ذكاء الطفل العاطفي دون قصد

  • تجاهل مشاعره: "عيب تبكي، اسكت!"
  • السخرية: "ليش هيك زعلان؟ شو صاير؟ فيلم؟"
  • عدم احترام خصوصية حزنه.
  • التركيز على الأداء الأكاديمي فقط، وإهمال العاطفة.

خاتمة

كلما ساعدنا أطفالنا على فهم مشاعرهم، كلما منحناهم القدرة على فهم أنفسهم والعالم من حولهم.
الذكاء العاطفي لا يظهر فقط في اللعب أو المواقف، بل في الطريقة التي نسمعهم ونرد بها كل يوم.

تابعوا المزيد من أنشطة تطوير الطفل على ويب صحتي.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-