المقالات

كيف تساعد طفلك على التعامل مع الغضب؟

كيف تساعد طفلك على التعامل مع الغضب؟

الغضب شعور طبيعي تمامًا، حتى عند الأطفال. لكن عندما لا يعرف الطفل كيف يعبّر عن غضبه، قد يظهر ذلك على شكل صراخ، ضرب، عناد، أو بكاء شديد.
وظيفتنا كأهل ليست قمع الغضب، بل تعليمه كيف يفهمه ويتعامل معه بشكل صحي.

في هذا المقال من ويب صحتي، نرشدك إلى خطوات عملية بسيطة تساعد طفلك على فهم غضبه، تهدئته، والتعبير عنه بطريقة سليمة في البيت والمدرسة.

أولًا: لماذا يغضب الأطفال؟

  • لأنهم لا يعرفون كيف يعبّرون عن شعورهم بالكلمات.
  • لأنهم يشعرون بعدم السيطرة أو عدم الفهم.
  • لأنهم تعبوا أو جاعوا أو شعروا بالرفض.
  • أحيانًا يكون الغضب "غطاء" على شعور أعمق مثل الحزن أو الخوف.

ثانيًا: علامات أن طفلك لا يعرف كيف يعبّر عن غضبه

  • يصرخ أو يضرب عند أي إحباط بسيط.
  • لا يقبل الرفض أو تغيير الروتين.
  • يلوم الآخرين باستمرار.
  • يُعاني من نوبات غضب متكررة وطويلة.

ثالثًا: خطوات لمساعدة الطفل على التعامل مع الغضب

1. ابقَ هادئًا أنت أولًا

  • لا تصرخ عليه أثناء نوبة الغضب.
  • وجودك الهادئ هو مرآته العصبية.

قل له: "أنا معك، سنهدأ سويًا."

2. سمِّ المشاعر بأسمائها

  • علّمه أن يقول:
    "أنا غاضب"، بدلًا من أن يصرخ أو يضرب.
  • استخدم جمل مثل:
    "أنت غاضب لأنك لم تأخذ اللعبة، صح؟"

هذا يساعده على فهم نفسه والتعبير بدل الانفجار.

3. علّمه تمارين تهدئة بسيطة

  • تنفس البالونة: يتنفس كأنه ينفخ بالونة كبيرة ببطء.
  • العد التنازلي: من 10 إلى 1 ببطء.
  • وضع اليد على القلب والتنفس العميق.

4. اصنع ركن التهدئة في البيت

  • مكان فيه وسادة، دفتر رسم، بطاقات مشاعر.
  • أخبره أن هذا ليس عقابًا، بل مكان ليهدأ فيه ويعيد اتزانه.

5. اقرأ معه كتبًا عن المشاعر

  • هناك قصص للأطفال تعلّمهم كيف يواجهون الغضب (مثل: "الوحش الغاضب").
  • استخدم القصص كمواقف تعليمية آمنة.

6. شجعه على التعبير بعد التهدئة

  • بعد أن يهدأ، اسأله:
    "شو اللي خلاك تغضب؟ كيف ممكن نتصرف غير؟"
  • هذا يُعزّز الوعي الذاتي والتعلم من الموقف.

رابعًا: ما الذي لا يجب فعله؟

  • لا تقل: "عيب تغضب!" أو "خليك رجال!"
  • لا تعاقبه أثناء الغضب، انتظر حتى يهدأ.
  • لا تضحك على غضبه أو تسخر منه.
  • لا تُكافئ السلوك الغاضب للحصول على ما يريد.

خامسًا: ألعاب وأنشطة تساعد على إدارة الغضب

  • لعبة بطاقات المشاعر: اجعله يختار شعورًا ويشرح متى شعر به.
  • تمارين الرسم: ارسم وجهًا غاضبًا وناقش ما يشعر به.
  • زجاجة التهدئة: زجاجة ماء فيها جليتر تُرج حتى يهدأ "الغبار" وتُستخدم لتهدئة الطفل بصريًا.

سادسًا: متى تحتاج لاستشارة مختص؟

  • إذا كان الغضب يتحوّل لعنف متكرر.
  • إذا أصبح الطفل يؤذي نفسه أو الآخرين.
  • إذا أثر الغضب على نومه، أكله، أو تفاعله الاجتماعي.

استشارة مختص نفسي في هذه الحالة ليست ضعفًا... بل خطوة شجاعة لحماية الطفل.

خاتمة

الغضب ليس عدو الطفل... بل إشارة لشيء يحتاجه.
علّمه أن الشعور بالغضب مقبول، لكن التعبير عنه بطريقة سليمة هو ما يجعله قويًا بحق.
بوجودك الهادئ، وحديثك الواعي، سيصبح ابنك أكثر قدرة على فهم مشاعره وإدارتها.

تابع المزيد من مقالات التربية النفسية العملية على ويب صحتي.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-