المقالات

كيف تعالج ضعف الثقة بالنفس لدى الطالب الهادئ أو الخجول؟

كيف تعالج ضعف الثقة بالنفس لدى الطالب الهادئ أو الخجول؟

كثير من الأطفال والطلاب يُظهرون هدوءًا أو خجلًا في المدرسة أو المواقف الاجتماعية، لكن خلف هذا السلوك قد يكون هناك ضعف ثقة بالنفس يمنعهم من التعبير، المبادرة، أو حتى المحاولة.

في هذا المقال من ويب صحتي، نُساعدك على التمييز بين الطبع الهادئ الطبيعي والخجل الناتج عن ضعف الثقة بالنفس، ونقدم خطوات عملية لتعزيز شخصية الطالب ومساعدته على الاندماج بثقة دون ضغط.

أولاً: هل هو خجول طبيعي أم يفتقر للثقة؟

الطفل الهادئ بطبعه:

  • يُفضّل الأنشطة الفردية.
  • لا يخاف من التفاعل، لكنه لا يبادر.
  • يشعر بالراحة في بيئته المألوفة.
  • يتحدث بثقة عند وجود شخص يرتاح له.

الطفل ضعيف الثقة بالنفس:

  • يتجنّب التحدث أو المشاركة حتى في بيئة آمنة.
  • يعتقد أن رأيه غير مهم.
  • يخاف من الخطأ أو الإحراج.
  • ينسحب من التحديات أو يرفض المحاولة.

ثانيًا: علامات ضعف الثقة بالنفس عند الطالب

  • لا يرفع يده في الصف رغم معرفته للإجابة.
  • يتجنب أنشطة مثل المسرح أو الرياضة الجماعية.
  • يقول: "أنا ما بعرف" أو "أكيد حغلط".
  • يبكي أو يغضب بسرعة عند النقد.
  • يعتمد على الآخرين في قراراته.

ثالثًا: خطوات عملية لبناء ثقته بنفسه

1. تقبل طبيعته بهدوء

  • لا تجبره على التحدث أو الاندماج بسرعة.
  • لا تقارنه بالأطفال الجريئين أو "الاجتماعيين".
  • قل له: "مش لازم تكون دايمًا الأول، بس جرب تتكلم بطريقتك."

2. مدح السلوك، لا الشخصية

  • لا تقل: "أنت خجول" بل قل: "عجبتني لما حاولت تجاوب، حتى لو بصوت منخفض".
  • امدح المحاولة لا النتيجة.

3. توفير بيئة آمنة للتعبير

  • خصص وقتًا يوميًا لتسمع له دون مقاطعة أو توجيه.
  • اسأله: "شو رأيك؟" حتى في قرارات بسيطة.
  • اجعله يشعر أن رأيه له قيمة في المنزل.

4. المهارات الاجتماعية تبدأ في المنزل

  • تمرّن معه على قول "السلام"، "شكرًا"، "من فضلك" بلعب الأدوار.
  • ساعده في حفظ جمل تعبيرية قصيرة لاستخدامها في المدرسة.

5. نشاطات تبني الثقة بهدوء

  • الفنون (رسم، تلوين، تشكيل) تعزز التعبير غير اللفظي.
  • الألعاب التمثيلية في المنزل (مثلاً: لعبة المتحدث والمستمع).
  • الرياضات الفردية (كاراتيه، سباحة، ركوب دراجة) تمنحه شعورًا بالإنجاز دون ضغط اجتماعي.

6. دعه يواجه مواقف صغيرة تدريجيًا

  • مثال: اجعله يطلب طعامه بنفسه في مطعم.
  • كافئه على الشجاعة، لا الكمال.

قل له: "فخور لأنك جرّبت، مش لأنك كنت مثالي."

رابعًا: ما الذي يُضعف ثقته دون أن تدري؟

  • المقارنة: "شوف ابن عمك كيف جريء!"
  • التصحيح المفرط: "ما تحكي هيك، قول كذا!"
  • السخرية من خجله أمام الآخرين.
  • التوقعات العالية جدًا: "لازم تكون الأول دايمًا."

خامسًا: متى تحتاج استشارة نفسية؟

  • إذا كان الخجل يمنعه من التفاعل الدراسي أو الاجتماعي كليًا.
  • إذا لاحظت عليه انسحابًا دائمًا، قلقًا مفرطًا، أو أعراض جسدية عند التحدث أمام الآخرين.
  • إذا أصبح يكره المدرسة أو يعاني من مشاكل نوم أو شهية.

خاتمة

الثقة بالنفس لا تُزرع بالصراخ ولا تُبنى بالمقارنة.
بل بالنظر للطفل كما هو، ومساعدته على الاقتراب من قدراته، خطوة بخطوة، دون خوف أو تهديد.
امنح طفلك الشعور بأنه مسموع، مقبول، وقادر... وسترى الفرق.

للمزيد من مقالات دعم الطفل نفسيًا وسلوكيًا، تابعنا على ويب صحتي.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-