في مجال المكملات الغذائية، احتلت ببتيدات الكولاجين مؤخرًا موقعًا بارزًا، وأصبحت محط اهتمام الباحثين الذين يبحثون عن حلاً لتعزيز صحة العظام مع تقدم العمر وبعد انقطاع الطمث وهل حقًا تكون ببتيدات الكولاجين مفيدة لصحة العظام؟ أم أن فوائدها التي يُشدد عليها مبالغ فيها؟ في هذا المقال، سنقدم نظرة شاملة على ببتيدات الكولاجين، ونناقش أهميتها، ونبحث فيما إذا كانت فعلاً تساهم في منع فقدان العظام بعد انقطاع الطمث وهذا المحتوى مُقدم بالتعاون مع موقع ويب صحتي ومصدره الرئيسي هو UCLA Health MENA.
لفهم الأمر بشكل أفضل، يجب أن نبدأ بفهم ما هو الكولاجين بالضبط.
ما هو الكولاجين؟ الكولاجين هو بروتين حيوي يشكل نسبة كبيرة من البروتينات في جسم الإنسان، حيث يمتد لنحو 30٪ من إجمالي البروتينات ويأخذ الكولاجين شكل سلاسل طويلة من الأحماض الأمينية ويشبه اللولب الثلاثي، مما يمنحه قوة ومرونة ويلعب الكولاجين دورًا أساسيًا في دعم العضلات والجلد والعظام والأوتار والأربطة والأوعية الدموية والأعضاء الداخلية وبطانة الأمعاء.
لكن مع تقدم العمر، يبدأ إنتاج الكولاجين الطبيعي في الجسم بالانخفاض، مما يسهم في ظهور علامات الشيخوخة مثل ترقق الجلد والتجاعيد.
ما هي ببتيدات الكولاجين؟ ببتيدات الكولاجين هي مكملات غذائية يتم الحصول عليها من خلال استخلاص الكولاجين من مصادر حيوانية مختلفة ومعالجته بطريقة تجعلها قابلة للاستيعاب بسهولة من قبل الجسم وتأتي هذه المصادر من الأبقار والدجاج والأسماك وحتى قشور البيض.
تأتي ببتيدات الكولاجين في أشكال متنوعة، مثل مساحيق البودرة والأقراص والمشروبات، وتتمتع بشعبية متزايدة بفضل قدرتها المزعومة على مكافحة علامات الشيخوخة وتعزيز صحة البشرة والشعر، ولا تزال الأبحاث جارية لفهم فوائد أخرى محتملة، بما في ذلك تأثيرها على فقدان العظام المرتبط بالعمر.
اقرا أيضََا: فوائد ومخاطر ماء الكولاجين: ما يجب أن تعرفه
لماذا تضعف العظام مع التقدم في العمر؟ مع مرور الوقت، تتعرض العظام لهدم وإعادة بناء مستمر وفي سنوات الشباب، يحتفظ هذا التوازن بكثافة العظام، ولكن مع تقدم العمر، يبدأ معدل إعادة بناء العظام في التباطؤ، مما يؤدي إلى فقدان في كتلة العظام وزيادة احتمال الإصابة بمرض هشاشة العظام.
هل ببتيدات الكولاجين مفيدة لمنع فقدان العظام المرتبط بالعمر؟ رغم أن هناك أبحاثًا مبدئية تشير إلى فوائد واعدة لببتيدات الكولاجين في زيادة كثافة العظام، إلا أن الأبحاث لا تزال في مراحل مبكرة وقد تم تنفيذ دراسات محدودة وصغيرة النطاق ويتعين إجراء مزيد من الدراسات الشاملة لتأكيد فعالية هذه المكملات.
لذا، إذا كنت تفكر في استخدام ببتيدات الكولاجين، فمن المهم استشارة طبيبك لاختيار المنتج المناسب وتحديد الجرعة المناسبة وفقًا لاحتياجاتك الفردية وحالتك الصحية، ويجب أن تعرف أن هناك العديد من الأصناف المتاحة في السوق والتي تختلف في جودتها وكفاءتها.