تطرأ العديد من التغيرات على الجسم عند التقدم في العمر، مثل ظهور الشيب في الشعر، والمعاناة من تجاعيد البشرة، وضعف النظر، بالإضافة إلى حدوث تغير في مستوى الهرمونات وخاصةً انخفاض مستوى هرمون الإستروجين (Estrogen) عند الإناث، والذي قد يؤثر بشكل كبير على مشاعرهم وعواطفهم.
فعلى الرغم من أن هرمون الإستروجين له دور مهم ورئيس في عمل الجهاز التناسلي من خلال دعم أعضاء الجهاز التناسلي ووظائفها، إلا أنه مهم أيضًا لقوة العظام، وصحة القلب، وفي التحكم بالمزاج والمشاعر.
لذا؛ يجب الحرص على أن يكون مستوى هرمون الإستروجين طبيعيًا في الجسم، وفي حال نقص مستوى هذا الهرمون في الجسم هناك العديد من الطرق الطبيعية التي يمكن أن تساعد على رفع مستوياته دون اللجوء إلى العلاج بالهرمونات البديلة (HRT)، وذلك من خلال تناول بعض الأطعمة، وبعض الأعشاب، بالإضافة إلى أخذ بعض المكملات الغذائية والفيتامينات.
وفي حال كنت تعاني من نقص هرمون الإستروجين في الجسم فيُنصح بقراءة المقال الآتي واستشارة الطبيب المختص فيما إذا كانت هذه العلاجات قد تتناسب معك أم لا عبر موقع ويب صحتي؟
هرمون الإستروجين
هرمون الإستروجين هو أحد الهرمونات الجنسية التي تلعب دورًا مهمًا في تطوير وتنظيم الصفات الجنسية الثانوية ووظائف الجهاز التناسلي للإناث. ينتمي الإستروجين إلى مجموعة من الهرمونات المعروفة باسم هرمونات الأنسجة الأنثوية، وهو أحد أنماط الهرمونات الجنسية التي تتكون بشكل أساسي في المبيضين لدى الإناث وبنسبة أقل في الغدة الكظرية والدهون.
أسباب انخفاض هرمون الإستروجين
عادةً ما تبدأ مستويات هرمون الإستروجين في الانخفاض خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause) وهي الفترة التي تسبق سن اليأس (Menopause)، ولكن هناك العديد من الأسباب الأخرى، والتي قد تؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، والتي تشمل ما يأتي:
- الرضاعة الطبيعية.
- علاجات السرطان.
- الولادة.
- المعاناة من اضطرابات الأكل.
- إجراء عملية استئصال الرحم.
أعراض انخفاض هرمون الإستروجين
تختلف مستويات الهرمونات من شخص لآخر وخاصةً مع اختلاف الأيام والأوقات، فمثلًا تحدث بعض التغييرات في مستويات هرمون الإستروجين خلال الدورة الشهرية، وهذه التغييرات تصبح غير منتظمة في المرحلة التي تسبق سن اليأس، وبمجرد الوصول لمرحلة سن اليأس تختفي هذه التغييرات بشكل تام!
وتشمل أبرز أعراض انخفاض مستويات هرمون الإستروجين الشائعة ما يأتي:
- ضباب الدماغ (Brain fog) ومشكلات في التركيز.
- انخفاض الدافع الجنسي.
- الهبات الساخنة.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- تغيرات في المزاج.
- اضطرابات النوم.
- جفاف المهبل.
ومن الجدير بالعلم أن الطريقة الوحيدة التي قد تساعدك في التأكد من انخفاض مستويات هرمون الإستروجين في جسمك هي إجراء اختبار الدم، والذي ينصح الطبيب المختص القيام به في حال راودتك بعض الشكوك حول انخفاضه في جسمك، كمعاناتك من أحد الأعراض السابقة.
كيف يمكن زيادة مستوى هرمون الإستروجين طبيعيًا؟
إذا كنت تعانين من أعراض مرتبطة بانخفاض هرمون الإستروجين، فيمكن اللجوء إلى الطرق الطبيعية للمساعدة على رفعه، إلا أنه يجب التنبيه إلى أن فعالية هذه الحلول في علاج مشكلة نقص هرمون الإستروجين ما زالت محدودة وبحاجة إلى العديد من الدراسات والأبحاث لإثبات فعاليتها، وتشمل أبرز الطرق الطبيعية المحتملة التي قد تساعد على زيادة مستوى هرمون الإستروجين ما يأتي:
- تناول الأطعمة المعززة لهرمون الإستروجين
تحتوي النباتات جميعها على مواد تسمى الفيتوكيميكال (Phytochemicals) وهي مواد كيميائية تعمل كمضادات للأكسدة، وتحمي الحمض النووي من التلف، كما أن هناك مجموعة من هذه المواد تحتوي على مادة الإستروجين النباتي (Phytoestrogens) التي تحفز تصنيع وإفراز هرمون الإستروجين في الجسم عند تناول الأطعمة الغنية بهذا المركب، وهضمها، وامتصاصها.
وتشمل أبرز مواد الإستروجين النباتي ما يأتي:
- كومستان (Coumestan).
- الآيسوفلافون (Isoflavones).
- ليغنان (Lignans)
- ستلبين (Stilbene).
أما الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من مواد الإستروجين النباتي، فتشمل ما يأتي:
- الفواكه: والتي تشمل التفاح، والتوت، والعنب، والدراق، والإجاص، والخوخ.
- الحبوب: مثل الشعير، والشوفان، وجنين القمح.
- السوائل المستخلصة من النباتات: كالقهوة، وزيت الزيتون، والنبيذ الأحمر، والشاي.
- المكسرات والبذور: مثل اللوز، وبذور الكتان، والفول السوداني، وبذور السمسم، وبذور عباد الشمس.
- منتجات الصويا وفول الصويا: والتي تشمل فول الصويا، والتوفو، وحساء ميسو، ومعجون ميسو.
- الخضار: تحديدًا البروكلي، وكرنب بروكسل، والكرنب الأجعد، والبصل، والسبانخ، والبراعم.
حيث تشير الأبحاث إلى أن استهلاك حوالي 50 ملليغرام من الفيتو إستروجين يوميًا، والذي يُعادل حوالي نصف كوب من فول الصويا المسلوق، والذي قد يساعد على دعم الجسم بالعديد من الفوائد الصحية.
- الحصول على الفيتامينات والمعادن بشكل كاف
تساعد بعض المعادن والفيتامينات في إنتاج هرمون الإستروجين والاستفادة منه بشكل فعال، ولزيادة مستويات هرمون الإستروجين، يمكنك تضمين المعادن والفيتامينات الآتية في نظامك الغذائي:
- البورون (Boron): معدن يساعد الجسم على امتصاص هرمون التستوستيرون (Testosterone)، والإستروجين.
- فيتامين ب (Vitamin B): يساعد الجسم على تصنيع هرمون الإستروجين والاستفادة منه.
- فيتامين د (Vitamin D): حيث يعمل هذا الفيتامين كهرمون في الجسم، كما يساعد على زيادة إنتاج هرمون الإستروجين.
- فيتامين هـ (Vitamin E): تشير الأبحاث إلى أن هذا الفيتامين يساعد على التخفيف من الهبات الساخنة والأرق.
- تناول مكملات الإستروجين الطبيعية
يمكن تناول المكملات الغذائية التي قد تساعد على تخفيف أعراض انخفاض هرمون الإستروجين، لكن نظرًا لأن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لم تقر بالموافقة على استخدام هذا النوع من المكملات، فمن الضروري استشارة الطبيب قبل تناول أي منها، وتشمل مكملات الإستروجين الطبيعية ما يأتي:
- الكوهوش الأسود (Black cohosh): تعد هذه النبتة من الأعشاب التي تستخدم في علاج أعراض انقطاع الطمث المتعلقة بانخفاض مستوى هرمون الإستروجين، حيث بينت إحدى الدراسات أنه قد يساعد على علاج الهبات الساخنة.
- هرمون دِيهيدرو إيبي أندروستيرون (DHEA): يُعد من الهرمونات الطبيعية التي من الممكن توفرها في الأسواق اصطناعيًا على شكل حبوب أو مساحيق، أو علاجات موضعية، ويمكن الاستفادة منها من أجل تعزيز إنتاج بعض الهرمونات الأخرى مثل الإستروجين والتستوستيرون.
- البرسيم الأحمر (Red clover): تعد هذه العشبة غنية بمادة الفيتو إستروجين، وقد أظهرت أحد الأبحاث فعاليتها في تقليل الهبات الساخنة عند النساء بعد انقطاع الطمث، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كانت هذه العشبة تزيد مستويات هرمون الإستروجين أم لا.