هل تشعر أحيانًا أنك لا تستحق الحب؟
أنك لا تستحق النجاح، الراحة، أو حتى الاحترام؟
هل تقبل القليل دائمًا، رغم أنك تمنح الكثير؟
إذا كنت تقول "أنا لا أستحق"، حتى دون وعي، فأنت تحت تأثير واحد من أخطر الجذور النفسية:
شعور عدم الاستحقاق.
في هذا المقال، سنكشف:
- ما هو شعور عدم الاستحقاق؟
- كيف يتسلل إلى قراراتك وعلاقاتك؟
- وكيف تبدأ في استعادة شعورك العميق بأنك “كافٍ”؟
ما هو شعور عدم الاستحقاق؟
هو اعتقاد داخلي غير واعٍ بأنك لا تستحق الأشياء الجيدة في الحياة: الحب، الراحة، النجاح، التقدير…
وغالبًا لا يُعبَّر عنه بالكلام، بل يظهر في السلوك والاختيارات.
لا تقول "أنا لا أستحق"، لكنك:
- تبقى في علاقات مؤذية
- ترفض الفرص الجيدة
- تحجّم نفسك خوفًا من الظهور
- تعتذر عن وجودك… حتى بصمت
من أين يأتي هذا الشعور؟
1. الطفولة المبكرة
- تلقي النقد باستمرار
- غياب كلمات التقدير أو الحب غير المشروط
- مقارنة دائمة بالآخرين
- أو شعور الطفل أنه سبب في غضب أو مشاكل الأهل
2. الصدمات العاطفية
مثل:
- خيانة، إهانة، تجاهل
- رسائل ضمنية مثل: “أنت عبء”، “أنت غير كافٍ”
3. المجتمع والبيئة المحيطة
عندما تُربّى على أن “السكوت أفضل”، أو أن “الآخر أولًا”…
يتحول كبتك لعادة، ثم إلى معتقد بأنك لا تستحق أن تأخذ مساحة أو صوتًا.
كيف يظهر عدم الاستحقاق في حياتك؟
1. في العلاقات
- تبقى مع من يقلل منك لأنك تخاف أن "لا تجد أفضل"
- تقدم أكثر مما تتلقى لأنك تخشى أن تُرفض
- تغضب داخليًا… لكن لا تتكلم
2. في العمل
- ترفض ترقية أو لا تطلب زيادة لأنك لا تشعر أنك "كفؤ"
- تخاف أن تظهر نجاحك حتى لا يُقال إنك مغرور
- تقلل من إنجازاتك أمام الآخرين
3. في قراراتك اليومية
- تختار ما هو أقل حتى لو كنت قادرًا على الأفضل
- تعتذر باستمرار عن رأيك أو وجودك
- تضع احتياجات الجميع قبلك… وتظن أن هذا "طيبة"
لماذا هو خطر على صحتك النفسية؟
لأنك تعيش حياة مليئة بـ:
- جلد الذات
- التنازل المفرط
- جذب العلاقات السامة
- الشعور بالذنب لمجرد الراحة
- الكبت والانفجار العاطفي لاحقًا
وكل ذلك يجعلك تعيش في نمط دائم من الإرهاق والتشويش الداخلي.
كيف تبدأ باستعادة شعور الاستحقاق؟
1. لاحظ الرسائل الداخلية
انتبه لعبارات مثل:
"ما أستحقهش" – "أنا أقل من غيري" – "أكيد فيّ مشكلة"
استبدلها بـ:
"أنا أستحق مثل غيري… فقط لأنني إنسان."
2. تدرّب على استقبال الأشياء الجيدة دون خجل
- تقبّل المجاملة دون أن تتهرّب
- قل "شكرًا" بدل "مش مستاهل"
- لا تبرر راحتك أو وقتك لنفسك أو للآخرين
3. ارجع إلى الجذر
اسأل نفسك:
"متى بدأت أشعر أني لا أستحق؟ من أول من جعلني أشك في نفسي؟"
الوعي بالجذر هو أول خطوة لتفكيك النمط.
4. أعد تعريف "القيمة"
قيمة الإنسان لا تُقاس بما يعطيه، ولا بما يُنتج، ولا بما يوافق عليه الناس.
قيمة الإنسان ثابتة… فقط لأنه إنسان.
5. اطلب المساعدة النفسية عند الحاجة
أحيانًا، تكون جذور عدم الاستحقاق عميقة ومترسخة منذ الطفولة.
المعالج النفسي يمكنه مساعدتك في إعادة برمجة هذا الاعتقاد برفق ووعي.
خلاصة
أنت لا تحتاج أن "تثبت" أنك تستحق.
وجودك كافٍ.
أنت تستحق الحب، والراحة، والاحترام… بلا شروط.
كل خطوة صغيرة تعيدك إلى نفسك، هي خطوة نحو حياة مليئة بما يليق بك فعلًا.
📚 للمزيد من مقالات الشفاء الذاتي وتعزيز تقدير الذات، زور ويب صحتي.