هل خرجت من علاقة جعَلتك تشك في نفسك؟
هل كنت في علاقة شعرت فيها بأنك “أقل”، “لا تستحق”، أو أنك دائمًا المخطئ؟
هل فقدت جزءًا من احترامك لذاتك وأنت تحاول الحفاظ على من لا يحافظ عليك؟
العلاقات المؤذية — سواء عاطفية، عائلية، أو حتى مهنية — لا تُكسِرنا من الخارج فقط، بل تُشوه صورتنا عن أنفسنا من الداخل.
في هذا المقال، سنوضح:
- كيف تؤثر العلاقات السامة على تقديرك لذاتك
- ما معنى "الصورة الذاتية" ولماذا تتحطم؟
- وكيف تبدأ في إعادة بناء نفسك من جديد — من الداخل أولًا
ما المقصود بالصورة الذاتية؟
هي الطريقة التي ترى بها نفسك وتشعر بها تجاه ذاتك.
تشمل:
- كيف تقيّم نفسك؟
- هل ترى أنك تستحق الحب والاحترام؟
- كيف تتحدث مع نفسك؟
- ما الحدود التي تضعها للآخرين؟
الصورة الذاتية ليست شيئًا ولدنا به، بل تتشكل من خلال العلاقات والتجارب — خصوصًا في المراحل المبكرة والحساسة من حياتنا.
كيف تُشوّه العلاقة المؤذية صورتك الذاتية؟
- الانتقاد المستمر يجعلك تشك في قدراتك
- التجاهل يجعلك تشعر بأنك غير مرئي أو غير مهم
- التلاعب العاطفي (مثل التهديد أو اللوم) يجعلك تشعر أنك دائمًا المخطئ
- المقارنة تجعلك تشعر أنك "أقل من الجميع"
بمرور الوقت، تبدأ في تصديق هذه الرسائل… وتراها كحقائق عن نفسك.
علامات أن صورتك الذاتية تحطمت بعد علاقة مؤذية:
- تشعر بالدونية أو بعدم الكفاءة
- تخاف من التعبير عن رأيك
- تعتذر كثيرًا حتى دون خطأ
- تجذب علاقات مشابهة للماضية
- لا تثق بقراراتك أو مشاعرك
- تنتقد نفسك بقسوة
كيف تعيد بناء صورتك الذاتية؟
1. افصل "من أنت" عن "ما قيل لك"
ما قاله أو فعله شخص مؤذٍ يعكسه هو… لا أنت.
ابدأ بالتفريق بين:
- رأيهم فيك
- وبين حقيقتك كإنسان مستقل
2. توقف عن تكرار صوتهم داخليًا
غالبًا ما نستمر بإعادة نفس الكلام الذي قيل لنا… لكن بصوتنا هذه المرة.
استبدل:
"أنا ضعيف" → بـ "أنا أتعافى، وهذا شجاعة"
"أنا معيوب" → بـ "أنا بشر… أتعلم وأنمو"
3. اكتب قائمة "من أنا بدونهم؟"
من كنت قبل العلاقة؟
ما الأشياء التي تحبها؟
ما صفاتك الجميلة التي تم طمسها؟
استرجع نفسك… ليس كما كانوا يريدون، بل كما أنت فعلًا.
4. ارسم حدودًا جديدة وواضحة
لا تسمح لأحد أن يستهين بك، أو يمرر الإهانة باسم الحب.
كل حد تضعه = خطوة نحو ترميم كرامتك.
5. مارس عادات تؤكد أنك تستحق الأفضل
- خذ وقتًا لنفسك
- عِش في بيئات آمنة
- تعامل مع نفسك باحترام (لا تنم في السلبية، لا تُعذّب نفسك باللوم)
التصرف وكأنك تستحق، حتى قبل أن “تشعر” بذلك، يعيد برمجة عقلك تدريجيًا.
6. اطلب دعمًا نفسيًا إن لزم الأمر
بعض الجروح النفسية تحتاج مرآة محايدة — مختص يساعدك على إعادة بناء صورتك الذاتية بطريقة صحيّة وآمنة.
خلاصة
أنت لست ما قاله عنك من أذاك.
أنت ما تقوله لنفسك الآن… وما تختاره لنفسك لاحقًا.
العلاقة المؤذية قد تُشوّه صورتك… لكن لا أحد يستطيع أن يسلب منك حقك في أن تُعيد تشكيلها، من جديد، على أساس من الحقيقة والاحترام والحب الذاتي.
ابدأ من الآن.
اختر نفسك، مرة… ومرات.
📚 للمزيد من مقالات الترميم العاطفي والوعي الذاتي، تصفّح ويب صحتي.