المقالات

الشفاء لا يعني النسيان: كيف تتعافى دون إنكار الألم؟

الشفاء لا يعني النسيان: كيف تتعافى دون إنكار الألم؟

كثيرًا ما نسمع عبارات مثل:
"انسَ وتجاوز" – "ما فات مات" – "كن أقوى وابدأ من جديد"...

لكن الحقيقة أن الشفاء النفسي لا يعني أن تنسى ما حدث، ولا أن تمحو الألم تمامًا.
الشفاء الحقيقي يعني أن تتعلّم كيف تحيا رغم الجرح… دون أن يُدير حياتك من الظل.

في هذا المقال، نوضح:

  • الفرق بين الشفاء والنسيان
  • لماذا محاولة الإنكار تؤخر التعافي
  • وكيف يمكنك أن تشفى دون أن تُنكر، أو تُجلد ذاتك

أولًا: لماذا لا يُشفى الألم بالنسيان؟

لأن العقل الباطن لا ينسى.
بل يُخزّن كل مشاعر الألم غير المعالجة، ويُعيد تشغيلها لاحقًا في مواقف مشابهة.

النسيان السطحي قد يمنحك "هدنة"...
لكن إذا لم تُواجه الجرح، سيتحول إلى:

  • نوبات غضب غير مفسرة
  • خوف مبالغ فيه من الفقد أو الرفض
  • علاقات مضطربة
  • اكتئاب داخلي لا يظهر إلا في الخفاء

الفرق بين الشفاء والنسيان

الشفاء الحقيقي النسيان أو الإنكار
أواجه ألمي بوعي أتجاهل مشاعري وأُسكِتها
أسمح لنفسي بالحزن أقول "أنا بخير" وأكبت الداخل
أتعلم من التجربة أهرب منها وأكررها لاحقًا
أتعاطف مع نفسي ألوم نفسي لأني تألمت

لماذا نخاف من الاعتراف بالألم؟

  • نعتقد أن الاعتراف = ضعف
  • نخجل من قول: "أنا متألم"
  • نخشى أن نبدو "درايين زيادة عن اللزوم"
  • نريد أن نبدو أقوياء ومتماسكين أمام من حولنا

لكن الحقيقة أن الاعتراف بالألم أول خطوة نحو التحرر منه.

كيف تشفى دون أن تنسى أو تنكر؟

1. اعترف: ما زال يؤلمك

لا بأس أن تقول:

"نعم، تجاوزت كثيرًا… لكن ما زال في قلبي شيء موجِع."
الصدق مع النفس هو أول مفاتيح الشفاء.

2. أعطِ الألم حقه من الحضور

إذا شعرت بالحزن، لا تُطفئه مباشرة.
ابكِ إن أردت، اكتب، تحدث مع من تثق.
الألم الذي يُشعَر به… لا يبقى محبوسًا.

3. توقف عن مقارنة ألمك بغيرك

"غيري مرّ بأسوأ" لا تعني أن ألمك غير مهم.
كل ألم يُقاس بحدود صاحبه، وليس بمقارنته مع الآخرين.

4. اجعل الوجع طريقًا للفهم، لا سجناً

اسأل نفسك:

  • ماذا تعلّمت؟
  • ما الذي كشفه لي هذا الألم عن نفسي؟
  • كيف يمكن أن أستخدم هذا الوجع للنمو؟

5. غذِّ نفسك بشيء جديد

الشفاء ليس فقط في التفريغ، بل أيضًا في البناء:

  • علاقة آمنة
  • عادة صحية
  • هواية تُعيد لك الشعور بالحياة
  • بيئة جديدة تحتويك لا تحكم عليك

6. لا تتعجل النهاية

الشفاء ليس خطاً مستقيماً… بل طريق مليء بالتراجع والتقدم.
وفي كل مرة "تظن أنك عدت لنقطة الصفر"، تذكّر:

أنت الآن أكثر وعيًا من المرة السابقة، وهذا وحده تقدم.

خلاصة

الشفاء لا يعني أن تنسى… بل أن تتذكر دون أن تنكسر.
أن تتعايش مع الألم السابق وكأنه ندبة… لا جرحًا مفتوحًا.

وأن تقول لنفسك:
"لقد تألمت… ونجوت… وسأكمل الطريق، بإحساس أعمق بنفسي."

📚 للمزيد من المقالات عن التعافي العاطفي والعمق النفسي، زر ويب صحتي.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-