المقالات

التعلق المرضي: لماذا لا نستطيع التخلي عن أشخاص يضروننا؟

التعلق المرضي: لماذا لا نستطيع التخلي عن أشخاص يضروننا؟

كم مرة قلت:
"سأبتعد هذه المرة فعلًا"... ثم عدت؟
"أعرف أنه يؤذيني، لكن لا أستطيع التخلي عنه"؟
"أشعر أنني ضعيف بدونه، رغم كل ما يفعله بي"؟

هذا ما يسمى بـ التعلّق المرضي — وهو ليس حبًا، ولا وفاءً… بل احتياج داخلي عميق لم يُلبَّ.

في هذا المقال، سنشرح لك:

  • الفرق بين الحب والتعلق المرضي
  • كيف يتكوّن التعلق المرضي؟
  • ولماذا نتمسك بمن يؤذينا؟
  • وكيف تبدأ رحلة التحرر والشفاء؟

ما هو التعلق المرضي؟

هو ارتباط نفسي شديد بشخص معين لدرجة فقدان السيطرة على مشاعرك أو قراراتك بوجوده أو غيابه.
يحدث عندما:

  • تعتمد على شخص معين ليشعرك بأنك "كافٍ"
  • تخاف من فقدانه أكثر مما تحب وجوده
  • تتقبل الإهانة أو الإهمال خشية الهجر

الفرق بين الحب والتعلّق المرضي

الحب الصحي التعلّق المرضي
مبني على الود والاحترام المتبادل مبني على الخوف والاعتماد الزائد
يمنحك راحة وثقة بالنفس يجعلك مضطربًا وقلقًا باستمرار
تقبل الانفصال إذا لزم الأمر تخشى الفقد حتى لو كنت تتألم
يحترم حدودك يتجاوز حدودك باسم "الاحتياج"

ليس كل من تحبه يجب أن تبقى معه… خصوصًا إن كان الألم هو ما يجمعكما.

لماذا نتعلق بأشخاص يضروننا؟

1. جذور الطفولة

قد تكون نشأت على حب مشروط أو شعور بالنقص…
فكبرت وأنت تبحث عن شخص "يملأ هذا الفراغ"، حتى لو كان سامًا.

2. الخوف من الوحدة

نتمسك بالعلاقة، حتى وإن كانت تؤلمنا، لأن الوحدة تبدو أسوأ من الألم.

3. ربط الذات بالشخص الآخر

تشعر أنك بدون هذا الشخص: لا قيمة لك، لا هدف، لا معنى.

4. دوامة التعلق – الإهمال – التعلق

الشخص الذي يعطيك اهتمامًا ثم يسحبه فجأة، يُخلق بداخلك حالة إدمان عاطفي… كل لحظة حنان تصبح مكافأة نادرة.

5. الخيال والعاطفة المفرطة

تتمسك بصورة "من تحبه" في ذهنك، وليس بما يفعله بك فعليًا في الواقع.

علامات أنك تعاني من التعلق المرضي

  • تفكر به باستمرار حتى أثناء عملك أو نومك
  • تتجاهل كل الإساءات وتُبررها
  • تخاف من قول "لا" له حتى لو على حسابك
  • تحس بأنك "لا تستطيع التنفس" بدونه
  • تنتظر رده أو اهتمامه كما ينتظر الطفل حنان أمه
  • تبكي أو تنهار إن شعرته يبتعد قليلًا

كيف تبدأ التحرر من التعلق المرضي؟

1. اعترف: هذا ليس حبًا

الشفاء يبدأ بالاعتراف. ما تشعر به ليس حبًا ناضجًا… بل ارتباطًا غير صحي، مصدره خوف داخلي.

2. اكتب واقع العلاقة بصدق

دون مشاعرك، كيف يعاملك؟ هل يدعمك؟ يحترمك؟
واجه الحقيقة دون رتوش.

3. ابدأ بإعادة بناء علاقتك بنفسك

كلما اقتربت من نفسك… قلّ احتياجك لمن يؤذيك.
مارس هواياتك، استثمر وقتك، كن صديقًا لنفسك.

4. ضع حدودًا واضحة

توقف عن تقديم أعذار، وابدأ بحماية كرامتك أولًا.

5. اقطع التعلق بالتدريج (وليس دفعة واحدة)

قلّل التواصل، احذف المحفزات (صور، محادثات)، امنح نفسك وقتًا للانسحاب العاطفي.

6. اطلب دعمًا نفسيًا إن لزم الأمر

التعلق المرضي قد يكون عميقًا ومتجذرًا. المعالج النفسي يمكن أن يساعدك على فهم الجذور وتحريرها.

جملة واحدة تلخّص كل شيء:

الحب لا يؤلم.
وما يجعلك تنام باكيًا، تستيقظ قلقًا، وتعيش مترقبًا… ليس حبًا، بل قيدًا يجب أن تنجو منه.

📚 للمزيد من المقالات العاطفية والنفسية، زور ويب صحتي.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-