نقص الصوديوم في الجسم – أو ما يُعرف طبيًا بـ "نقص صوديوم الدم" (Hyponatremia) – حالة شائعة لكنها غالبًا غير مكتشفة بسرعة، خاصة بين كبار السن.
وقد تتراوح أعراضها بين التعب والدوخة… إلى فقدان التوازن أو حتى الدخول في غيبوبة.
هذا المقال يسلّط الضوء على:
- أسباب نقص الصوديوم عند المسنين
- علاماته الخفية
- مضاعفاته الخطيرة إذا تُرك دون علاج
- طرق الوقاية والعلاج الغذائي
أولًا: ما هو الصوديوم ولماذا هو مهم؟
الصوديوم هو معدن أساسي في الجسم، مسؤول عن:
- توازن السوائل داخل وخارج الخلايا
- نقل الإشارات العصبية
- تنظيم ضغط الدم
- دعم عضلات القلب والدماغ
📌 أي خلل فيه يؤثر على الأعصاب، العضلات، والدماغ بشكل مباشر.
ثانيًا: أسباب نقص الصوديوم عند كبار السن
✅ 1. تناول أدوية مدرّة للبول
خاصةً لدى مرضى الضغط أو القلب، والتي تُسرّع فقدان الصوديوم مع البول.
✅ 2. أمراض مزمنة
مثل: الفشل الكلوي، قصور القلب، أو أمراض الكبد.
✅ 3. تناول سوائل بكميات كبيرة
المبالغة في شرب الماء دون موازنة بالكهرباء والمعادن قد يُسبب "تخفيف الصوديوم".
✅ 4. قلة تناول الملح أو سوء التغذية
بعض كبار السن يقللون الملح مفرطًا دون تعويض طبيعي.
✅ 5. أمراض الغدد (مثل الغدة الكظرية أو الدرقية)
تؤثر على توازن الصوديوم والبوتاسيوم.
ثالثًا: أعراض نقص الصوديوم عند كبار السن
قد تكون الأعراض خفيفة أو خطيرة حسب الدرجة، وتشمل:
- صداع مزمن أو دوخة
- إرهاق غير مفسّر
- ضعف العضلات أو تشنجات
- صعوبة في التركيز أو تشتت الذاكرة
- غثيان أو قيء
- تغيّرات مزاجية (مثل القلق أو التهيّج)
- في الحالات الشديدة: فقدان وعي – تشنجات – غيبوبة
📌 أي تغيّر مفاجئ في الوعي أو التوازن لدى كبير السن يستدعي فحص الصوديوم فورًا.
رابعًا: كيف يُشخص نقص الصوديوم؟
- عبر تحليل دم بسيط يقيس مستوى الصوديوم في البلازما
- المستوى الطبيعي: 135–145 مليمول/لتر
- أقل من 135 = نقص صوديوم، وكلما انخفض، زادت الخطورة
خامسًا: علاج نقص الصوديوم عند كبار السن (بشكل طبيعي وتدريجي)
✅ تعديل النظام الغذائي:
- إضافة كميات معتدلة من الملح الطبيعي (بإشراف الطبيب)
- تناول الأطعمة الغنية بالصوديوم الطبيعي مثل:
- مرق الدجاج أو اللحم
- الزيتون
- البيض
- الأجبان المالحة (باعتدال)
- المكسرات المُملحة (بكمية صغيرة)
✅ تقليل استهلاك السوائل في بعض الحالات
- عند وجود احتباس سوائل أو فشل قلبي
- يتم تحديد كمية الشرب اليومية من قبل الطبيب
✅ تعديل أو تقليل جرعات مدرّات البول إن أمكن
- تحت إشراف الطبيب فقط
سادسًا: ماذا يحدث إذا تُرك نقص الصوديوم دون علاج؟
- استمرار التعب والدوار المزمن
- زيادة خطر السقوط والكسور
- تدهور الوعي أو الدخول في تشنجات
- مضاعفات خطيرة في القلب أو الدماغ
📌 لذلك يجب فحص الدم بشكل دوري، خاصة في حال وجود أمراض مزمنة أو أدوية مدرّة للبول.
سابعًا: نصائح وقائية يومية
- شرب الماء بوعي: لا كثيرًا ولا قليلًا
- استخدام "الملح الوردي أو البحري" بكميات مناسبة
- مراقبة الأعراض الذهنية أو العصبية باستمرار
- فحص دم دوري (كل 6 أشهر) للصوديوم والبوتاسيوم
- متابعة الأدوية مع الطبيب لتعديل الجرعات عند الحاجة
خاتمة
نقص الصوديوم ليس أمرًا نادرًا بين كبار السن… لكنه غالبًا غير ملاحظ حتى يتطوّر.
التوازن في الطعام، والسوائل، والمكملات هو مفتاح الوقاية.
فقط القليل من الملاحظة، وبعض التعديلات، يمكن أن تُجنبهم مضاعفات خطيرة.
📌 لمزيد من التوعية الغذائية والطبية، تابع ويب صحتي.