المقالات

الأهل يعانون... كيف نجعل المراهقين يتركون هواتفهم ليلاً للنوم؟

الأهل يعانون... كيف نجعل المراهقين يتركون هواتفهم ليلاً للنوم؟

تطالع الساعة... صارت وحدة ونص.
تفتح باب غرفة ابنك بهدوء... تلقى النور مطفي، بس وجهه منوّر من ضوء الجوال.

ويمكنك تسأل نفسك للمرة الألف:
"كيف أقنعه ينام؟ كيف أخليه يترك الجوال؟"

الإجابة مو سحرية... بسها موجودة. لازم نبدأ من الفهم قبل المنع، من التواصل قبل التهديد، ومن بناء الثقة بدل الصراع.

ليش المراهقين ما يتركون الجوال بالليل؟

أسباب كثير، بعضها واضح وبعضها مخفي:

  • الهروب من التوتر أو الضغط الدراسي
  • الشعور بالعزلة أو الملل
  • الخوف من تفويت شيء (FOMO)
  • إدمان السوشيال ميديا أو الألعاب
  • وأحيانًا... لأن الليل هو الوقت الوحيد اللي يحس فيه إنه حر وطليق

كلنا كنا مراهقين، ونعرف إنهم يعيشون بمشاعر متقلبة، وسرعة تغيّر، وغالبًا عندهم عالم خاص ما نقدر ندخله بسهولة.

هل فعلاً الجوال يؤثر على النوم؟

إيه، وبشكل مخيف!
دراسات كثيرة تؤكد إن:

  • الضوء الأزرق من الشاشة يمنع إفراز هرمون الميلاتونين، اللي يساعد الجسم يجهز للنوم.
  • التنبيهات والرسائل تبقي الدماغ في حالة يقظة وتأهّب
  • حتى لو نام، جودة نومه بتكون سيئة... وأحيانًا يقوم تعبان أكثر من قبل النوم

وفي النهاية، المراهق يقوم للمدرسة مرهق، متعكر المزاج، وأداؤه الدراسي والنفسي يتأثر بشدة.

وش الحل؟ كيف نقدر نساعدهم يتركون الجوال؟

هنا ما راح نعطيك أوامر كلاسيكية مثل: "خذ الجوال منه!" أو "سكّر الواي فاي!"
بدالها... بنقدم لك طرق ذكية وإنسانية، مجربة من أهل مثلك، وناجحة بإذن الله:

• اصنع طقوس نوم عائلية

خلي فيه روتين يومي هادئ قبل النوم، مثل:

  • قراءة خفيفة
  • شاي أعشاب دافئ
  • جلسة هدوء جماعية بدون شاشات
  • تبخير الغرف أو استخدام بخاخ اللافندر للنوم العميق (موجود في ويب صحتي)

هالروتين يساعد العقل يربط بين هالأنشطة والنوم... مو بين الجوال والنوم!

• امنحهم بديل ممتع

المراهق ما راح يترك الجوال إذا ما كان عنده شي يشغل وقته أو يثير اهتمامه.

  • سجّلهم في نادي رياضي
  • شجّعهم يكتبون أفكارهم أو يرسمون
  • اعرض عليهم بودكاست صوتي ممتع يسمعونه قبل النوم
  • أو حتى كتاب مصور أو خفيف يناسب أعمارهم

• لا تمنع... ناقش

أقوى نقطة. بدل ما تقول: "يكفي جوال!"
جرب تقول:

"وش أكثر شي يخليك تسهر؟ تحس إنه يخفف عنك؟ خلني أفهمك أكثر"

بتتفاجأ كيف تنفتح له قنوات الكلام... ويمكن تلقى إن سبب السهر نفسي، مو بس تسلية.

• ضبط وقت الإنترنت أو استخدام تطبيقات ذكية

في تطبيقات كثيرة تساعد بتحديد وقت استخدام الجوال، أو إغلاق النت آليًا عن أجهزة محددة في وقت معين.
بس الأفضل: اتفق معاه إنه هو اللي يضبطها بنفسه... كنوع من تحمل المسؤولية.

• كونوا قدوة!

إذا الأم والأب كل واحد على جواله قبل النوم، كيف تطلب من ابنك يتركه؟
جربوا كعائلة يكون فيه "ساعة بدون شاشات" قبل النوم. صدقني، التأثير عجيب.

متى لازم تتدخل بقوة؟

لو لاحظت إن:

  • نومه يتأثر لدرجة خطيرة
  • درجاته تنزل فجأة
  • صار انطوائي أو عصبي بشدة
  • عنده أعراض إدمان أو قلق أو اكتئاب

هنا لازم تدخل طبي أو نفسي. يمكن الموضوع مو بس "جوال"... يمكن فيه شي أعمق محتاج احتواء ومتابعة.

وش يبحث الناس في جوجل؟

العناوين اللي كثير يبحثون عنها:

  • كيف أخلي ابني ينام بدري؟
  • طرق تقليل وقت الشاشة للمراهقين
  • المراهق لا ينام أبدًا بسبب الجوال
  • هل الهاتف يسبب الأرق؟

وهذا يثبت إننا مو وحدنا، كل بيت تقريبًا يعاني نفس المشكلة.
بس مو كل بيت يواجهها بطريقة صحيحة.

كلمة أخيرة لكل أم وأب

ابنك ما هو عدوك... هو إنسان صغير يعاني، بس ما يعرف كيف يعبر.
الهاتف مو الشيطان... لكنه أداة، ولو ما قدرنا نوجهها، بتتحول لأداة تدمّر النوم، والصحة، والعلاقات.

ابدأ بخطوة صغيرة، وامد له يدك بدل ما تسحب منه الجوال بالقوة.
ورح تندهش من النتيجة، حتى لو ما كانت فورية!

مصادر خارجية ومفيدة

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-